تتساقط اوراق الخريف معلنة قرب الشتاء
و انا هنا . . باق و عالق في صيف حياتي
مجرد نار جحيم تنكوي منها ذكرياتي و روحي
و اوراق العمر تتناثر من حولي و الشيب غالب شبابي
ما عدت انا ذاك الذي كنت عليه من قبل
أصبحت مجرد أطلال لبقايا ذكريات و خيالات لإنسان
كان قد عاش منذ وقت مضى و لعل الذكريات نسته الآن
لم أكن ذا أهمية من قبل فلم أكون ذا أهمية اليوم !!!!!!
--------------------------
أذكره جيدا
حكايات كثيره قيلت حول حنونه و وجوده
أذكر لأول مرة رأيته فيها
كانت سنة 94 في مطرح
يحمل رفشا و يتمشى به و احيانا يلوح به على السيارات و كأنه شرطي مرور
استغربت منه . .
طويل القامه نحيل . . لازال في شبابه . .
خمنت انه في الثلاثين من عمره او ما شابه
تفاجأت بأن والدتي تقول: أتصدق انني اذكره بهذا الشكل منذ كنت طفله
أي منذ 25 عاما !!!! و منذ ذلك الوقت و هو يحمل هذا الرفش على كتفه
و قد يتغير حيث قيل ان اناس يتعطفون ليه برفش او احيانا يحمل عمودا طويلا
طيب القلب الا اذا ضايقه احد
يا الله هذا الفقير المجنون . . الذي يحمل المجراف (الشيول ) على كتفه !!!
لا يتبدل به العمر . و اصحاب الملايين يصرفونها على عمليات التجميل ؟
تذكرته لأنني رأيته هذا الصباح
اي بعد ما يقارب الـ16 عاما
و لازال هو نفس الشخص و نفس الهيئه . . و قد زاد الشيب في رأسه
و لازال يحمل رفشا على كتفه به
غريبة هي الدنيا يا ناس
و غريب امر كل من يحارب لأجلها فيموت مبكرا
و غيره لا يهتم و يعيش ابدا !!!!
-----------------------
توفي ذات يوم شخص لم اسمع به قط
نظرت نحو والدتي و رأيت دمعة صامتة على خدها
استغربت من المنظر و قد هالني رؤية دموع أمي الحبيبه
سألتها عن الشخص و لم لكت حين سمعت بوفاته !!!
أجابتني و هي تكمل خياطة (الكمة)
هو من أهلي . . فقير معدم . . الا اننا لم نره غاضب قط
بل كان مبتسما دوما . . . يقرب لي من جهة والدي
قرابة بعيده الا انه كان دائم يزور الجميع
منذ الساعه السادسه صباحا فجر السبت و حتى التاسعه مساء يوم الجمعه
استغربت . . و قلت لم اسمع عنه قط و لم اره
قالت : كان بسيطا جدا و يحب الزيارات
و لكن لفقره كان الجميع يتملص منه
لم يكن له ذنب في فقره و لكن هذا قدره و هو رضى به
الغريب انه دوما يحكي و يبتسم
و يقول الحمدلله الاقي لقمتي و انام نومتي
كان يمر لزيارتنا اوقات مدرستكم
فلم تكونوا تروه
حفظنا بيوته و اوقاته
لم يكن يتهاون عن المساعدة ابدا
توجهت مع خالي لحضور غسله و دفنه
لم اتصور ان هذه جنازة انسان فقير مسكين !!!!
الكل كان يبكيه و كان الحضور كبيرا جدا جدا
كنت من بين الفضوليين الذين القوا اخر نظرة عليه قبل دفنه
كان مبتسما !!!!
-------------------------------------
منهو أنا
مجرد ظلام في ليالي العنا
مجرد ذكرى مصيرها الفنا
و تنطفي بوجودي أضواء السنا
و اصبحت مجرد ماضي من سنه
منهو أنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق